الاستهلاك والإنتاج المسؤولان
ن الاستهلاك والإنتاج في جميع أنحاء العالم – واللذان يشكلان قوةً دافعة للاقتصاد العالمي – يعتمدان على استخدام البيئة والموارد الطبيعية بطريقةٍ تستمر في إحداث آثارٍ مدمرة على كوكب الأرض.
وقد صاحب التقدم الاقتصادي والاجتماعي خلال القرن الماضي تدهورٌ بيئي يهدد ذات الأنظمة التي يعتمد عليها تطورنا المستقبلي – بل وبقاؤنا. بضعة حقائق وأرقام:
- في كل عام ينتهي ما يقدر بنحو ثلث جميع الأغذية المنتَجة – وهو ما يعادل 1.3 مليار طن بقيمة تبلغ حوالي 1 تريليون دولار – بالتعفن في صناديق المستهلكين وتجار التجزئة، أو التلف بسبب سوء ممارسات النقل والحصاد.
- إذا تحول الناس في جميع أنحاء العالم إلى المصابيح الكهربائية الموفرة للطاقة، سيوفر العالم 120 مليار دولار أمريكي سنوياً.
- إذا وصل عدد سكان العالم إلى 9.6 مليار نسمة بحلول عام 2050، فقد يتطلب الأمر ما يعادل ثلاثة كواكب مثل كوكب الأرض تقريباً لتوفير الموارد الطبيعية اللازمة للحفاظ على أنماط الحياة الحالية.
توفر جائحة كوفيد-19 للدول فرصةً لبناء خطط إنعاش تعكس الاتجاهات الحالية وتغير أنماط الاستهلاك والإنتاج نحو مستقبلٍ أكثر استدامة. الأمر المهم فيما يخص الاستهلاك والإنتاج المستدامان هو القيام بعملٍ أكثر وأفضل باستخدام موارد أقل، وفصل النمو الاقتصادي عن التدهور البيئي، وزيادة كفاءة الموارد وتعزيز أنماط الحياة المستدامة.
كما يمكن أن يسهم الاستهلاك والإنتاج المستدامان بشكلٍ كبير في التخفيف من حدة الفقر والانتقال نحو اقتصادات تنخفض فيها انبعاثات الكربون وتراعي البيئة.
الاستجابة لكوفيد – 19
تشكّل الأزمة الحالية فرصةً لإجراء تحولات منهجية عميقة نحو اقتصاد أكثر استدامةً يعمل لصالح الناس والكوكب.
أبرز ظهور كوفيد-19 العلاقة بين الناس والطبيعة وكشف عن المبادئ الأساسية للمفاضلة التي نواجهها باستمرار: البشر لديهم احتياجات غير محدودة، لكن الكوكب لديه قدرة محدودة على تلبيتها. يجب أن نحاول أن نفهم ونقدّر الحدود التي يمكن للبشر أن يدفعوا بها الطبيعة، قبل أن يكون التأثير سلبياً. يجب أن تنعكس هذه الحدود في أنماط استهلاكنا وإنتاجنا.
يمكن أن يكون كوفيد-19 محفزاً للتغيير الاجتماعي، ويجب علينا إعادة البناء بشكلٍ أفضل والانتقال بأنماط الإنتاج والاستهلاك إلى ممارسات أكثر استدامة.