إن الاختلال المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية يُلحق أضرارا بكل منطقة حالياً.
وقد وردت تفاصيل المعاناة الجارية بالفعل في أحدث تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
فنصف الجنس البشري تقريبا أصبح حاليا في منطقة الخطر.
وكل زيادة في درجة حرارة الكوكب ستؤدي إلى زيادة إضافية في تواتر نوازل الطقس واستفحال حدتها.
لذلك، يجب أن ألا نسمح بأن ترتفع درجة حرارة الكوكب أكثر من 1,5 درجة مئوية.
وإبقاء ذلك ممكناً يتطلب تخفيضا بنسبة 45 في المائة في الانبعاثات الكوكبية بحلول عام 2030 للوصول بحلول منتصف القرن إلى المستوى الذي ينعدم فيه ضرر الكربون.
غير أنه من المتوقع، وفقا للالتزامات الوطنية الحالية، أن تزيد الانبعاثات الكوكبية بنسبة 14 في المائة تقريبا على مدى العقد الحالي.
لقد بات لزاما على العالم أن ينهي إدمانه للوقود الأحفوري، وخاصة الفحم.
وفي الوقت نفسه، يجب أن نستثمر على قدم المساواة في بناء القدرة على التكيف والصمود.
ويشمل ذلك المعلومات التي تسمح لنا بتوقع العواصف والفيضانات وموجات الحر والجفاف.
واليوم، لا يزال ثلث سكان العالم، ولا سيما في أقل البلدان نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية، غير مشمولين بنظم الإنذار المبكر.
والحالة في أفريقيا أدهى وأمرّ: إذ تبلغ نسبة الذين لا تشملهم هذه النظم 60 في المائة.
وهذا أمر غير مقبول، خاصة وأن الآثار المناخية من المؤكد أنها ستزداد سوءا.
فالإنذار المبكر والإجراءات المبكرة ينقذان الأرواح.
وتحقيقا لتلك الغاية، أعلن اليوم أن الأمم المتحدة ستقود إجراءات جديدة لضمان حماية كل شخص على وجه الأرض بنظم الإنذار المبكر في غضون خمس سنوات.
وقد طلبتُ من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قيادة هذا الجهد وتقديم خطة عمل في مؤتمر الأمم المتحدة المقبل المعني بالمناخ، في وقت لاحق من هذا العام في مصر.
ويجب علينا أن نعزز قدرة الجميع على التنبؤ وأن نبني قدرتهم على اتخاذ إجراءات.
في هذا اليوم العالمي للأرصاد الجوية، يجدر بنا الاعتراف بأهمية الإنذار المبكر والإجراءات المبكرة باعتبارهما أداتين حاسمتين للحد من مخاطر الكوارث ودعم جهود التكيف مع تغير المناخ.
إن نظم الإنذار المبكر تنقذ الأرواح.
فلْنضمنْ أن تعمل هذه النظم لصالح الجميع.
[انتهى]