من السودان إلى أوكرانيا، ومن الشرق الأوسط إلى ميانمار فجمهورية الكونغو الديمقراطية وما وراءها من أصقاع، تدفع النزاعات الدائرة وحالة المناخ الفوضوية والاضطرابات بأعداد قياسية من الناس إلى الرحيل مرغمين عن ديارهم وإلى تعميق أشكال المعاناة الإنسانية الشديدة.
ويتبين من أحدث الأرقام المسجلة أن العدد الإجمالي للنازحين قسرا يفوق 120 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، منهم 43,5 مليون لاجئ.
واليوم العالمي للاجئين هو مناسبة يراد بها الإشادة بقوة شكيمتهم وبشجاعتهم، وأيضا تكثيف الجهود لحماية اللاجئين ودعمهم على إثر كل خطوة يخطونها في رحلتهم.
فاللاجئون هم في حاجة إلى التضامن العالمي وإلى القدرة على إعادة بناء مقومات حياتهم بما يحفظ كرامتهم.
واللاجئون يقدمون، حينما تتاح الفرصة لهم، إسهامات ذات شأن في المجتمعات المضيفة لهم، لكنهم في حاجة إلى إفساح المجال أمامهم للاستفادة من تكافؤ الفرص والوظائف والسكن والرعاية الصحية.
واللاجئون الشباب في حاجة إلى تعليم جيد لتحقيق أحلامهم.
والبلدان المضيفة السخية، ومعظمها من البلدان المنخفضة أو المتوسطة الدخل، في حاجة إلى الدعم والموارد من أجل إدماج اللاجئين بشكل كامل في المجتمعات والاقتصادات.
فلنتعهد بالتأكيد مجددا على أن العالم تقع على عاتقه بشكل جماعي المسؤولية عن مساعدة اللاجئين والترحيب بهم، والمسؤولية عن دعم حقوق الإنسان الواجبة لهم، بما في ذلك الحق في التماس اللجوء، والمسؤولية عن الحفاظ على سلامة نظام حماية اللاجئين، وأخيرا، المسؤولية عن تسوية النزاعات حتى يتمكن من أجبروا على مغادرة مجتمعاتهم من العودة إلى ديارهم.