حسناء بخوش ، صانعة سلام شابة
قصة حسناء بخوش .
تدرك المغربية حسناء بخوش البالغة من العمر 22 عامًا وهي طالبة في جامعة بافيا بإيطاليا، ماجستير "السياسة العالمية والعلاقات الدولية" ، حجم المهمة التي تولتها وهي تمثيل المرأة المغربية والعربية وشباب منطقتها بكرامة وفخر.
حسناء بخوش هي منسقة وطنية لوفد الشباب المغربي إلى المؤتمر الأول للشباب بشأن المناخ ولقد كان الهدف من هذه القمة التي انعقدت في غلازغو و هو إشراك الشباب في مكافحة تغير المناخ ، من خلال صياغة توصياتهم الخاصة لمؤتمر كوب-26
مهمة حسناء بخوش كمنسقة إمتدت من نوفمبر 2020 إلى نوفمبر 2021 ، ومكنتها من تعبئة طلاب و شباب من مختلف الجامعات المغربية
نضال من أجل السلام والبيئة
وترى هذه المناضلة التهديد المناخي بعيون محلل سياسي . حيث تعتبر أن تغير المناخ هو أحد أكبر الأخطار التي تهدد السلام والأمن العالميين. ذلك أن التأثير سلبًا على التوازن البيئي والتنوع البيولوجي يهدد المجتمعات ويمكن أن يخلق صراعات وحروبًا دموية حول الوصول إلى الموارد الطبيعية
إنها رؤية مكنت حسناء من الحصول مؤخرًا على لقب صانعة السلام من قبل مكتب الأمم المتحدة الإقليمي للدول العربية وهو اللقب حصلت عليه الناشطة الشابة بعد المشاركة في برنامج أممي يدرب الشباب على الوساطة ومحادثات السلام والدفاع عن حقوق المرأة وانخراطها في السياسة .
و تشعر حسناء بأن نضالها من أجل السلام مرتبط بالتزامها من أجل المناخ وعلى هذا الأساس فهي تدعو كل فرد على مستواه، أي المجتمع بأسره، أن يناضل من أجل السلام لأن النزاعات وانعدام الأمن وضعف المؤسسات و ضعف العدالة تقوض التنمية المستدامة.
وتؤكد مضيفة من ناحية أخرى أن "الافتقار إلى رؤية لحل المشكلة البيئية يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على توازن ومستقبل بيتنا المشترك ، الأرض ولذلك فهي قد انخرطت في العديد من المبادرات و أوراش العمل لتعزيز ورفع مستوى الوعي بأهمية مشاركة الشباب والنساء في السياسة ، والدعوة لحماية الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي.
الهدف 16 للتنمية المستدامة
إن التزام حسناء بخوش بهذه القضايا تبلور شيئًا فشيئًا ، خطوة بخطوة ، من خلال السعي لفهم نتائج تفاعل المنظمات غير الحكومية والمنظمات الحكومية والجهات الفاعلة المختلفة.
لذلك فهي اختارت مسارا دراسيا يمكنها من فهم هذا المجال. و متابعتها لدراستها للحصول على الإجازة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة محمد الخامس بالرباط كانت فرصة للمشاركة في مبادرات تطوعية وأنشطة سياسية ودورات تدريبية في مجالات ميولها.
حيث شاركت في بعض تجارب محاكاة مجالس الأمم المتحدة ، ولا سيما الجمعية العامة ، ومجلس الأمن ، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للأمم المتحدة.
وهكذا فإنها تعرفت على تقنيات ووسائل صياغة قرارات الأمم المتحدة ، في مختلف القضايا من قبيل دور المرأة في العمل السياسي ، والهجرة و اكتسبت تدريجيًا أدوات العمل الدبلوماسي اضافة الى انها كانت تمارس فن الخطابة منذ نعومة أظافرها حيث كانت تشارك في مسابقات خطابية مختلفة .
وخلال هذا المسار قامت بتحليل دقيق لأهداف التنمية المستدامة فكونت قناعة أن أحد الأهداف لم يتم تناوله بشكل كافٍ على المستوى الوطني ، على الرغم من أهميته وشموليته. يتعلق الأمر بالهدف 16للتنمية المستدامة : السلام و العدل و المؤسسات القوية.
وقد ترافعت من أجل هذا الهدف وكذلك من أجل برنامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة حول المرأة والسلام والأمن والقرارات ذات الصلة التي اعتمدها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
خطوات ثابتة
شيئًا فشيئًا ، من مبادرة إلى أخرى ، اتضحت الصورة بالنسبة لحسناء حول التوجه الذي تريد اعتماده والمهنة التي تريد أن تتبعها.
و حصلت على منحة دراسية في إيطاليا من وزارة الخارجية الإيطالية وهي خطوة أخرى بالنسبة لهذه الشابة التي تهتم أيضًا بالعلاقات الأورومتوسطية وسياسات الجوار خطوة أخرى لتقول، "لما لا؟" ، قالت بتواضع ،دبلوماسية ومناضلة فاعله.
هكذا يتقدم بثبات النساء والشباب الذين يبحثون عن حلول للحفاظ على البيئة و تغيير العالم للأفضل.