إيمان عراب : فن تلقين عشق الطبيعة
الشباب القلب النابض لمجتمعنا
من قلب مدينة خريبكة، قررت الشابة إيمان عراب، ذي 24 ربيعا، وهي عضوة في منظمة الكشفية المغربية وناشطة جمعوية أن تنقل شغفها بالطبيعة إلى رجال الغد. لذلك أطلقت في بداية عام 2020 "مسابقة الإبداع المستدام". وتهدف هذه المبادرة، التي يتم تنظيمها داخل المدارس، لتعزيز إعادة تدوير النفايات وتحويلها إلى أعمال فنية كما تشجع على إنشاء مرافق صحية وصديقة للبيئة، فضلاً عن الحد من التأثير السلبي للإنسان على الطبيعة.
الشباب القلب النابض لمجتمعنا
تقول ايمان عراب: "لقد استهدفنا المؤسسات التعليمية، وخاصة المدارس الثانوية لأن هدفنا هو الشباب، باعتباره الفئة الأكثر دينامية والقلب النابض لمجتمعنا. إذا تمكنا من التأثير في الشباب، نكون قد ربحنا رهان تعبئة جزء كبير من المجتمع حول قضية البيئة"
وإنه لتحد كبير يتطلب دعمًا ماليًا ولوجستيًا مع إشراك جميع مكونات الأسرة التربوية من سياسيين ومعلمين وطلاب وأولياء أمورهم.
بعد حصولها على التراخيص الإدارية اللازمة، توجهت إيمان عراب بمشروعها أولا إلى مجلس المدينة الذي منحها إعانة مالية متواضعة . ثم بعد ذلك إلى اثنتي عشرة مدرسة ، فقط ثلاثة منها رحبت بالمشروع. من هنا بدأ عمل إيمان المتفاني في إنشاء نوادي بيئية داخل المدارس الثلاث وتنشيطها وتفعيلها بمساعدة مؤطرين وفنانين. كما أنها ظلت تبحث عن هيئات وشركات مواطنة لدعم مشروعها حتى تمكنت في الأخير من الحصول على دعم بعض الفاعلين في مدينتها، منهم المندوبية السامية للمياه والغابات التي وفرت الأشجار والشتلات المزمع غرسها، وكذا الشركة المفوضة المسؤولة عن تدبير النفايات والتي وضعت المعدات اللازمة تحت تصرف الفريق المنخرط في إنجاح المشروع.
وبالرغم من أن هذه المبادرة واجهت صعوبات عدة خصوصا على مستوى التمويل إلا أنها تمكنت من تجاوزها باللجوء إلى الإمكانيات الخاصة لزملائها الكشافة في مدينة خريبكة. وصرحت ايمان عراب: "بفضل روح التطوع والتضامن، تمكنا من التغلب على العقبات. حيث أن كل واحد منهم يساهم في الدفع بالمشروع إلى الأمام بفضل خبرته ومهارته في مجال عمله" معبرة عن امتنانها لزملائها خاصة السيد عزيز رشدي مندوب الكشافة في خريبكة.
وتؤكد إيمان التي اكتشفت عالم الكشافة وتشبعت بقيمه وهي في سن الرابعة عشرة أن: " الفكرة في الأساس هي الإشراف على الطلاب، وحثهم على الإبداع وتمكينهم من الاعتماد على قدراتهم ".
مبادرة ناجحة
من خلال الإبداع وانخراط المشاركين ، اكتسب الطلاب عدة مهارات ،كما تمكنوا من تطوير حسهم الجمالي . لقد فهموا أيضًا تأثير كل سلوك على بيئتنا ، وهي نتيجة نموذجية لا يستطيع الكلام وحده تحقيقها ، تقول إيمان عراب.
وأضافت: «لقد لاحظنا أن البحث عن النفايات القابلة لإعادة التدوير وتخزينها وتحويلها قد أصبح عادة عند بعض الطلاب الذين أبدوا إعجابهم بالعمل لصالح التنمية المستدامة".
وتوجت المسابقة بجوائز مخصصة للمشاركين: ويتعلق الأمر بجائزة أفضل مشروع بيئي ، وجائزة أفضل مساحة داخلية ، وجائزة أفضل فئة ، وأخيراً جائزة أفضل مبادرة فردية.
من جهتها ، فازت المبادرة التي تقودها إيمان عرب وكشافة خريبكة بجائزة من شركة اتصالات تكافئ الجمعيات والشخصيات الأكثر نشاطاً في المجتمع المدني من خلال توفير فرصة المشاركة في أوراش عمل تدريبية ومؤتمرات.
وانطلاقا من هذا النجاح ، تطمح إيمان عرب إلى تنظيم نسخة ثانية من المسابقة بمشاركة عدد أكبر من المشاركين ، حيث أعربت المنظمة الكشفية العالمية عن رغبتها في دعم مشروعها.
التغيير ممكن
ترك بصمة إيجابية على الأجيال القادمة هو أحد أهداف ايمان عراب التي تؤمن أن التغيير يبدأ من أنفسنا كما تؤكد على ضرورة تحمل كل شخص بطريقته الخاصة للمساهمة في جهود المغرب في سبيل التنمية المستدامة .
وتنصح ايمان عراب، العضوة في جمعية الحسنية للكشافة المغربية والتي ترعرعت في جو طبعه شغف الطبيعة وقيم التضامن، الشباب بالتشبث بأحلامهم.
وتضيف قائلة "عليك أن تحلم، ولا تفقد الثقة في حلمك. افعل كل شيء لتحقيق ذلك خطوة بخطوة، لتكون قادرًا على تغيير المستقبل. لأن المستحيل يتحقق إذا كرسنا الوقت والجهد اللازمين له ".
وبدعم من زملائها الكشافة، تساهم ايمان عراب بانتظام في تنظيم المخيمات الصيفية لصالح الأطفال من المناطق النائية، ناهيك عن الأوراش المسرحية، والمبادرات التي تهدف إلى إحياء روح المواطنة عند الشباب.